نبذة عن المدرسة التجريدية
اهتمت المدرسة
التجريدية الفنية بالأصل الطبيعي ورؤيته من زاوية هندسية حيث تتحول المناظر إلى
مجرد مثلثات ومربعات ودوائر وتظهر اللوحة التجريدية أشبه ما تكون بقصاصات الورق
المتراكمة أو بقطاعات من الصخور أو أشكال السحب أي مجرد قطع إيقاعية مترابطة ليست
لها دلائل بصرية مباشرة وإن كانت تحمل في طياتها شيئا من خلاصة التجربة التشكيلية
التي مر بها الفنان.
وعموما فإن المذهب
التجريدي في الرسم يسعى إلى البحث عن جوهر الأشياء والتعبير عنها في أشكال موجزة
تحمل في داخلها الخبرات الفنية التي أثارت وجدان الفنان التجريدي. وكلمة “تجريد”
تعني التخلص من كل آثار الواقع والارتباط به فالجسم الكروي تجريد لعدد كبير من
الأشكال التي تحمل هذا الطابع: كالتفاحة والشمس وكرة اللعب وما إلى ذلك فالشكل
الواحد قد يوحي بمعان متعددة فيبدو للمشاهد أكثر ثراء. ولا تهتم المدرسة التجريدية
بالأشكال الساكنة فقط ولكن أيضا بالأشكال المتحركة خاصة ما تحدثه بتأثير الضوء كما
في ظلال أوراق الأشجار التي يبعثه ضوء الشمس الموجه عليها حيث تظهر الظلال كمساحات
متكررة تحصر فراغات ضوئية فاتحة ولا تبدو الأوراق بشكلها الطبيعي عندما تكون ظلالا
بل بشكل تجريدي وقد نجح الفنان كاندسكي –وهو أحد فناني التجريدية العالميين- في بث
الروح في مربعاته ومستطيلاته ودوائره وخطوطه المستقيمة أو المنحنية بإعطائها لونا
معينا وترتيبها وفق نظام معين. ويبدو هذا واضحا في لوحته “تكوين” التي رسمها عام
1914 م ويعتبر فن التجريد الزخرفي أحد الفروع الحديثة في الفن التجريدي وهو الفن
التشكيلي الذي يعتمد على تجريد الأشكال الحقيقية أو الخيالية باتباع أسلوب يميزه
في الأشكال والألوان والخطوط مع التأكيد على إدخال الجانب الزخرفي والجمالي في
لوحاته بحيث تعطي شكلا ومضمونا جماليا متكاملا وتصلح لوحاته للمتاحف والمعارض
والمنشآت والقصور الخاصة للديكورات الداخلية وتتيح لمصمم الديكور الداخلي أو هاوي
الفن أو المقتني اختيار اللوحات التي تتلاءم مع ديكورات المكان الداخلي. ويعتبر
الفنان التشكيلي العالمي / رأفت عدس هما مؤسس ورائد فن التجريد الزخرفي حيث تتميز
لوحاته باتجاهين رئيسيين هو تجريد الأشكال وزخرفة الخطوط والألوان وتتميز لوحاته
بالألوان الصريحة مثل الأحمر والأصفر والأخضر والأزرق بجانب اللون الأسود والأبيض
في تناغم جمالي تجريدي وزخرفي مع استخدام اللون الأسود في تحديد الأشكال في لوحاته
وتتميز لوحاته بالجمال الوظيفي حيث يمكن استخدامها في القصور والفيلات ومقارات
المراكز العالمية الهامة بالتنسيق والتناغم مع الأثاث والديكورات في أعمال التصميم
والديكور الداخلي لهذه المباني والقاعات.
تاريخ تأسيس الفن
التجريدي :
إن أول فنّ
تجريدي أنتجه فنانون صُنِّفوا ضِمن حركات مثل الفوفية والتعبيريَّة والتكعيبيَّة
والمستقبليَّة. وقد سُمِّيت رسوماتهم بالتجريدية، رغم أنّ موضوع الصورة يمكن
ملاحظته في أعمالهم. حذف بعض الفنانين بعد عام 1910م كل موضوع الصورة لأجل الأشكال المجرَّدة. انبثق
هنا دفاعان نظريان متميزان ومتضدان لفن كامل التجريد. عمل الروحيون انطلاقًا من
الاعتقاد بأن عناصر الفن بإمكانها تحريك الروح مباشرة، وأن الرجوع إلى العالم
المادي قد يعوق قدرتهم في نقل الرسائل العاطفية بصورة مباشرة وقوية. كان على رأس
قائمة هؤلاء الفنانين فاسيلي كاندنسكي و كازيمير ماليفيتش الروسيان و پيت موندريان الهولندي.
قامت النظرية الرئيسية الأخرى للفن التجريدي على المادية؛
فقد ظهرت أول مرة في أعمال الفنانين البنائيين في روسيا نحو عام 1915م. اهتم فنهم أساسًا بالجوهر والأشكال والألوان
والأنماط. ورفضت رسوماتهم أسلوب الحكاية والشعر أو التجارب العاطفية. ولكي
يُشَكِّلوا بإيجابية العصر الجديد وقاعدته العلمية، فقد أصروا على الأشكال
الهندسية المسطحة والألوان غير المعدلة والمسعى المجهول نحو فنهم. تشمل قائمة
الفنانيين البنائيين الرواد أليسيتسكي، وألكسندر رودشينكو.
كان مصطلح الفن التجريدي أساسًا مُضَلِّلاً لأنه يمكن أن
يعني الفن ذا المضمون المتحوِّر، لكنه لايزال ملحوظًا، أو يعني الفن غير الرمزي
تمامًا وغير الهادف. ومهما يكن من أمر، فقد استُعْمِل المصطلح في نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945م بصورة أولية مرادفًا لمعنى الفن الخالي تمامًا
من المادة أو الموضوع مدار الرسم.
من أهم رواد الفن
التجريدي وأشهر أعمالهم:






