مقدمة حول الشيخوخة في الجزائر
الشيخوخة مرحلة عمرية
بخصائصها ومتفردة لمشاكله،تتشعب بها معاناة المسنين بدنيا وأسري واجتماعيا وتتدنى
قدراتهم الأساسية في العمل ومقاومة الأمراض، وعلى المستوى الجسدي يحدث هبوط في
نشاط الجسم وضعف عام، فعندما نتكلم عن الشخصية نعني الصفات ومكونات الجسمية
والعقلية والوجدانية والاجتماعية في سياق من التعامل والشمول فكل من هذه الجوانب للشخصية يتأثر بالآخر معه، وإذا كانت
الفروق الفردية قائمة وأثبتها علم النفس الحديث وعلم الوراثة في المراحل المبكرة
من لنمو كمرحلة لطفولة ولمراهقة مثلا، إلا أن الفروق الفردية تكون أوسع وأضح في
المكونات الشخصية في مرحلة المتأخرة من دورة لحياة في كبار السن.
وفي السياق نفسه تتبع
المرحلة لعمرية للمسن مجموعة من التغيرات السيكولوجية متمثلة في ظهور مشكلات لصحة
النفسية ولتي يتمثل أهمها في : الإعتمادية والعدوانية وضعف الثقة بالنفس،
والحساسية الزائدة بالذات ولمعاناة من نوبات لبكاء أحيانا، كما تتميز انفعالاتهم
بالاستقرار.
وقد توصلت بعض الدراسات
كدراسة غانم (2002) وتراسي (1982) إلى حرمان لمساندة والرعاية النفسية الاجتماعية
للمسنين سواءا في لمؤسسات المتخصصة أو
داخل أسرهم تساهم في ظهور عدة مشكلات الأجداد وللعمات ولخالات أصبحت لأسرة الحديثة
(الأسرة النووية) لا تضم سوى الزوجين والأبناء، مما قد يؤدي إلى فقدان المسن
مكانته وخياراته كما قد يجعلهم يعيشون عزلة ونقص في علاقاتهم لنفسية ولإكتئاب
بالرغم ما يقدم لهم من خدمات وأنشطة مختلفة.
غير أن هناك بعض الدراسات أقرت
أن المؤسسات المتخصصة يمكن أن تحل محل الجو الأسري للمسن لما للأسرة دور في
التحقيق من معاناتهم بتوفير المساندة والرعاية النفسية والاجتماعية لهم مما ساعدهم
على التكيف النفسي والاجتماعي.(زعتر نور الدين،2008)
وفي هذا السياق تشير
الإحصائيات أن عدد المطلق للأشخاص البالغين من لعمر 65 سنة فأكثر على مستوى العالم
عام 2000 يصل إلى 590 مليون شخصا، ويحتمل أن يتزايد هذا العدد ليصل 976 مليون شخصا
عام 2020 وفي عام 2050 سيبلغ 1171 مليون شخص، ومن المتوقع أن يجد العالم نفسه وفيه
25 بالمائة ممن هم فوق الستين في هذه الفئة (عبد العزيز بن علي،2005، 6)
وفي دول الخليج العربية
تشير الإحصائيات الحالية والمستقبلية إلى ارتفاع نسبة كبيرة في نسبة هذه الفئة حسب
عدد الإجمالي للسكان فقد تضاعفت عددكبار لسن 5.7 ملايين نسمة في عام 1980 إلى 10.4
ملايين في عام 2000 وفي عام 2010 ارتفع
إلى 14 مليون نسمة، ويتوقع أن يرتفع إلى 21.3 مليون نسمة بحلول عام 2020(الأمم
المتحدة، 2007، 01)
أما في الجزائر تشير
الإحصائيات إلى وجود 3.5 ملايين وهذا حسب الإحصاء السكاني لعام 2006، في الوقت
الذي تشير فيه المعطيات الرقمية إلى أن المعدل في الحياة حاليا، وصل إلى 73.9 نسمة
وسيصل عدد كما كشفت الإحصائيات التي قدمتها مديرية حماية وترقية المسنين أن من
2123 مسن من نزلاء المؤسسات، هناك 644 معوق ذهنيا و301 من متعدد الإعاقات و219 من
مصاب بأمراض مزمنة (www.djazairess.com/ekhiwar128789
)
ففي الآونة الأخيرة بدأ
لاهتمام بالمسنين من خلال تناول بعض الأبحاث دراسة هذه المرحلة العمرية، ففي سنة
(1982) تم تخصص يوم عالمي للمسن لمصادف الأول من أكتوبر من كل سنة، وخصصت الجزائر
على غرار حول العالم يوم وطني للمسن المصادف لـــ 27 أفريل تعبيرا من المواساة والعناية
بهذه الفئة وحتى وإن اقتصر هذا الاهتمام على الجانب المادي كالزيارة الطفيفة في
المعاشات كوسيلة للتخفيف من بعض الأعباء المادية دون التكفل لحاد والفعال بالجانب
لمعنوي والنفسي، مع لعلم أن المسنين بحاجة إلى التدعيم الاجتماعي والنفسي، اللذان
يساهمان دون شك في الصحة النفسية ولرضا عن الذات.
إن الاهتمام والشعور بالنفع
والأمان له دور بالغ الأهمية في حياة الشيخ مما يجعله لا يفقد لرغبة في الحياة،
فهناك كثيرون لا يشعرون بصعوبة مرحلة الشيخوخة لتوافر الرعاية والاحترام والتقدير
من طرف المحيطين بهم، في حين يعانون آخرون من المتاعب النفسية وضعف في تقدير لذات
مما يؤثر عليهم على مستوى النفسي والعقلي بسبب فراغ حياتهم الاجتماعية والعاطفية
من قلة العناية والنفع (عباس محمود عوض، 1999)
ومن هذا لمنطلق تأتي
الدراسة الحالية لتناول متغير المعاش النفسي الذي يضم في طياته الإكتئاب ، الشعور
بالوحدة النفسية، قلق الموت، تقدير الذات) وعلاقته بالصراع النفسي واستراتيجيات
مواجهته لدى المسنين المقيمين بدور الأشخاص المسنين والمسنين العاديين أي المقيمين
مع عائلاتهم ، وللاتمام الجوانب الموضوع قسمنا البحث إلى إطارين محكمين ببعضهما.
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق