قلق الموت :
تعريف القلق:
يعرف " فيصل خير الزراء" القلق بأنه شعور غامض
غير سار بالتوقع ولخوف ولتحفز ولتوتر، مصحوب عادة ببعض الإحساسات الجسمية ويأتي في
نوبات تتكرر لدى نفس الفرد، ومن هذه الإحساسات الجسمية الشعور بفراغ في المعدة أو
الضيق في التنفس أو الشعور بضربات القلب، والصراع والشعور بالدوار بالعياء وكثرة الحركة
أحيانا.(عبد اللطيف حسين فرج 29، 128)
يعرف فرويد "Freud" بأنه
رد فعل لخطر غريزي يشعر أمامه الإنسان بالعجز أو الخوف من العقاب، ويكون مصحوبا
بأحاسيس جسمية تتكرر بين حين وآخر بشكل ضيق في الصدر أو التنفس أو الآلام في
المعدة أو زيادة في عدد ضربات القلب "عبد الكريم قاسم أبو الخير ، 2002، 103)
يعرف "ماسرمان Masser Man" أنه:
حالة من التوتر الشامل الذي ينشأ خلال صراعات الدوافع ومحاولة الفرد للتكيف (مصطفى
فهمي،1987، 199)
مفهوم قلق الموت:
إن مفهوم قلق الموت معقد وليس من البساطة تعريفه أو
التعبير عنه كما أنه لا يمكن تحديد مكوناته المثالية وفي هذا السياق يشير
"ليسترLester " لثلاثة مفاهيم مرتبطة
بقلق الموت، الأول أنه وسيلة يحاول بها الفرد تحقيق أهداف معينة والثاني هو انتقال
إلى الحياة لأخرى المجهولة فقد تكون هادئة أو مرعبة والثالثة بأن لموت حتمية يتوقع
حدوثها في أي وقت.
تعرف "ريبيكا لنهو " وآخرون قلق الموت بأنه حالة
يميزها الفرد وتجربة تتصف بالهلع أو الخوف المرتبط بالموت والاختصار.
أما "تمبار" كما أرده أحمد عبد لالخالق ،
فيعرفه بأنه حالة انفعالية غير سارة يسرع بها الفرد تأمله في وفاته، وهو مشاعر
واستجابة انفعالية مرتبطة بعدم السرور والانشغال والتأمل وتوقع الموت.
ويعرفه "عيد" بأنه شعور يهيمن على الفرد بأن
الموت يتربص به حيثما كان يجعله حزينا محصورا متوجسا من العيش بشكل طبيعي.
تعريف فرويد: هو قلق الأنا الأعلى ، اي أنه أذى ينيج عن
صراع في ميدان التفاعل الاجتماعي لذي يجد صداه في الخوف من فقدان الحب أيضا من أجل ايقاض شعور التعذيب الذاتي وكبح
شهواته (Laurent Paul
Assoum,2002,76)
تعريف "ارنست بيكار: يرى أن مشكلة التكيف
والاضطرابات النفسية بمختلف أنواعها يمكن أن تصنف جميعها في إطار واحد هو الخوف من
الموت (فاروق لسيد عثمان ، 2001، 74)
أعراض القلق الموت :
الأعراض الجسمية :
- صعوبة التنفس.
-
اضطرابات الشهية
-
اضطرابات هضمية.
-
اضطرابات المعدة
-
الشعور بنوبات الدوار
-
سرعة دقات القلب
- اصطراب
النوم(أديب محمد الخالدي ، 2009، 132)
الأعراض النفسية:
·
الميل إلى توقع الشر والمصائب اللذان يفقدان صاحبهما
الثقة بالنفس .
·
هلاوس لاضطهاد المرتبط بالموت.
·
توتر الأعصاب الغضب
·
عدم القدرة على التركيز والارتباك ولتردد في اتخاذ
القرارات
·
العزلة والانسحاب وانتظار لموت( أحمد محمد عبد الخالق ،
1987، 42-43)
مواقف الفرد المميزة والمتناقضة تجاه الموت:
يصف " أديت تيلولت Odette Thikaukt بعض الصفات :
- الخوف: وجود
الخلاف مع وجود الوعي بالموت، وهو في غالب عرض نتيجة وعي المحتم بالموت واعتباره
اجتماعي، غير أن الخوف المبرر هو طبيعي إيجابي ومثير للرغبة في حياة، في حين أن
الخوف القهري من الموت كثيرا ما يؤدي إلى حالات حصر حادة وهذا إنطلاقا من كون الموت موضوعاً حصري اسماه
"موين Mauin " بالعصاب الأنثربولوجي
المتميز لحالات قلق وحصر عاديين Jean Piene De Latge ,1970,27-28
-
القلق : إن الموت لاعتباره موضوعا حصيريا يحدث عند
لانسان قلق يتعلق بمصيره السلبي ويرى "فرويد" إن قلق الموت هو رد فعل
امام وضيعة لا يستطيع الفرد صدها، والقلق هنا يأتي من إدراك الفرد لقرب نهايته من
جهة وتأكده من وجود حياة أخرى، وبالتالي يحاول من خلال ذلك اخفاء حتمية هذه
النهاية للوجود ويخفي خوفه من الموت نفسه ، وهذا الأخير يؤدي إلى انتظار يائس
وهادئ للموت.
-
الربط بين القلق ولموت : إن لموت باعتباره نهاية للحياة
يلعب دورا كبيرا في ظهور القلق عند الإنسان وتعزيزه ، فالتصور يبقى غامضا ومبهما
زيادة على اعتباره جزئية مطلقة أي فردية شخصية.
- إن بعض
التظاهرات التي يتقمصها الانسان تعتبر بشكل واضح عن القلق والدفاعات التي يستعملها
مثل الانتحار، الرفض المرضي للموت ، فعل هذه لتظاهرات كما يقول " مالاشيرونك Malachirent" تبرر
قلق الموت عند الإنسان ويضيف كذلك أم ما يغذي لقلق هو الشيء المجهول عن لموت (S.Freud,1987,122)
الفرق بين القلق والخوف :
|
القلق
|
الخوف
|
|
- القلق هو خوف داخلي من مجهول فلا ينتبه الفرد إلى
مصيدره عادة ويتم لا شعوريا.
- يبقى القلق غالبا رغم زوال المثير الأصلي.
- قد تنشأ القلق فرد فعل بوضع محتمل غير قائم لكنه متوقع
- يعاني المريض بالقلق من صراعات
|
- الخوف يكون من أمور خارجية يواجهها الفرد على مستوى
اللاشعور.
- الخوف يزول بزوال مثيره.
- الخوف ينشأ كرد فعل يوضع مخيف قائم فعلا.
- في الخوف لا توجد صراعات
|
جدول رقم يوضح الفرق بين القلق والخوف (فوزي محمد جبل 2000، 130)
كما يبين أحمد محمد عبد الخالق الملامح السيكولوجية الفارقة بين القلق
ولخوف.
|
وجه المقارنة
|
القلق
|
الخوف
|
|
الموضوع
|
غير معروف
|
معروف
|
|
التهديد
|
جاخلي
|
خارجي
|
|
التعرف
|
غامض
|
محدد
|
|
الصراع
|
موجود
|
غائب
|
|
الدوام
|
مزمن
|
حاد
|
أحمد محمد عبد الخالق ص30
النظريات المفسرة لقلق الموت:
1. نظريات التحليل
النفسي: إن فرويد في رؤيته للغرائز فهو يرى وجود غريزتين كبيرتين منها غريزة لحياة
متمثلة بالجنس وغريزة الموت متمثلة في العدوان ، وإن حياة الانسان هي سلسلة من
الصراعات الدائمة بين غريزتي الحياة والموت ، ورغم أن كل غريزة تعمل نقيض الأخرى
إلا أن غريزة الحياة تهدف إلى استمرار لحياة وفقا لمبدأ للذة ، وأما غريزة الموت
فقد اعتبر "فرويد"السادية "Sadim" ممثلا
لها ومهمتها اعادة الحياة الحية إلى الحالة العضوية وتهدف إلى الهرم وانهاء
الحياة.لذلك غريزة الموت إذا اتجهت إلى الخارج بدت في صورة قلق مرضي فالحياة صراع
بين الغرائز الموت والحياة.
فالموت مقلق للانسان ويخيفه ويهدد حياته ووجوده وهو أيضا أصل القلق لذي يصيب الانسان في حياته ومراحلها
لعمرية.لذلك فإن الناس أحيانا يعبون عن "رهاب الموت" كما أسماه
"فرويد" هو تمويه لقلق نفسي عميق ولم يكن الموت إلا شيء يصعب تصوره في
الواقع، وعندما نتخيل موتنا نقف كالمتفرجين عليه من عديد ،فلا أحد يؤمن بموته بل
هو غالبا ، يمكن في اللاشعور فالأشخاص الذين يعبرون عن رهاب لموت المتعلق بالموت
يحاولون التعامل مع نزعة لم تحل في محلة طفولتهم والتي ليس بمقدرتهم أن يعترفون
بها أو أن يعبرون عنها علنا.
فقد ذكر فرويد ثلاثة أنواع القلق:
- القلق الموضوعي
: (الواقعي) وهو تجربة إنفعالية مؤلمة تنجم عن إدراك خطر قائم في العالم الخارجي،
وظروف هذا النوع من القلق تأخذ دلالتها
الأساسية من خبرات الفرد السابقة.
- القلق العصابي:
وهو قلق شديد لا تضح معالم المثير فيه ، ويبدو على شكل خوف من مجهول ولشخص الذي
يشعر بهذا القلق من خياله يخاف من الهو (الغرائز) الخاصة به.
- القلق
الأخلاقي ويكون مصدره الأنا الأعلى ويبدو
في صورة احساسات بالذنب أو الخجل في الأنا، يثره خطر إدراك خدر آت من الضمير
والقلق الأخلاقي هو قلق موضوعي كالخوف من
عقوبة الوالدين.
2. النظرية لسلوكية :
يعتبرون القلق بمثابة خوف من ألم أو خطر أو عقاب يحتمل أن يحدث لكنه غير
مؤكد، وهو انفعال مركب من لخوف والألم وتوقع الشر لكنه يختلف عن الخوف في أن الخوف
يثيره موقف خطر مباشر أمام الفرد، والقلق يبقى ويدوم أكثر من الخوف العادي وقد
يرتبط بالموت إذا إزداد عن حده ولا ينطلق في سلوك مناسب يسمح للفرد باستعادة توازه
بإذن فهو يبقى خوف معتقد لا يجد منصرف.
فذلك إن الانسان حيث يشعر بالانفعال قلق الموت أو لخوف أو الحزن أو الغضب
فإن هذه التأثيرات الانفعالية نصاحبها تغيرات جسمانية ، فتكون بالغة الخطورة إذ
تكرر الانفعال و أصبحت الحالة الانفعالية مزمنة، كقلق الموت المتواصل قد يؤدي إلى
ظهور تغيرات حركية ظاهرة تصحب الانفعال.(راجح أحمد عزت، 1994، 26-159)
3. النظرية
المعرفية:
إن المشكلات العصابية تعكس أخطاء نسبية في الحكم، ويعتبر قلق الموت بناء
على ذلك سلوك انفعالي ناتج عن الأفكار التي يكونها الفرد حول نفسه بما في ذلك ما قد يصاحبه من أمراض
وهذه الأفكار التي يخرج عن حدود المنطق يكون بموجبها خاطئا نسبيا، وحتى يتم التخلص
من الاضطرابات المعرفية يجب القيام بتغيير بنيوي لفكرة، من خلال تزويد الفرد
المصاب بالاضطراب النفسي المتمثل في قلق الموت بمفاهيم معرفية جديدة(Fontaine et All,1984,108)
4. النظرية
السلوكية المعرفية:
أمثال Beck et Ellis فيعتبورن الاضطرابات
السيكولوجية الانفعالية للفرد كالاكتئاب والقلق ذات صلة وثيقة بالافكار غير
العقلانية.
حيث يرى "Ellisأليس " أن السلوك يتحدد بالاعتقادات والافكار التي
يكونها الانسان عن واقع الحياة التي يتعرض لها، فيكتسب أفكار لامنطقية استنادا
لتعلم خاطئ وغير منطقي فيسود طريقته في التفكير ويتسبب في اضطرابات سلوكية قد تظهر
بأشكل مختلفة كالانفعالات بما في ذلك انفعال قلق الموت(Spellger,1983,14)
أسباب قلق الموت :
إن أسباب القلق من الموت متعددة وفيما يلي أسباب بنيتها دراسات علمية:
ü إن
"ماسومان" يقول أن قلق الموت سببه الالاف من لظروف:
- المرض
- الحوادث
- لكوارث
الطبيعية
ü وبربيكر بروتر Biker Proter أن قلق
الموت يرجع إلى اسباب دنيوية مثل :
- الخوف من
الصدمة .
- كراهية الجثث
- الخوف من العدو
ü أورد
"شرلتز" الأسباب التالية :
- الخوف من
المعاناة البدنية والألم عند الاختصار.
- الكف عن السعي
نحو الاهداف فحياة الانسان تقاس بما استطاع تحقيقه
- تأثير الموت
على من سيتركهم الشخص من أسرته وخاصة كالاطفال الصغار
- الخوف من
العقاب الالاهي أحمد محمد عبد الخالق 1987، 192-193
ü أما جاك شورونJacaueschoron وضع ثلاثة عوامل رئيسية يبرز فيها أسباب القلق من الموت وهي :
·
ما الذي يحدث بعد الموت
·
حدث الموت نفسه
علاج قلق الموت:
يعد قلق الموت نوع من أنواع القلق العام، ويصلح لعلاجه ما يتخدم في علاج
القلق العام من طرق، والعلاج السلوكي من أكثر الطرق شيوعا لهذا النوع من القلق حيث
أنه يحقق أعلى نسبة من بين كل الطرق العلاجية المتاحة.
إذا كان قلق الموت مرتفع عرضا مستقلا نسبيا لدى شخص في حالة الصحة النفسية
أساسا، إضافة لخبرات سيئة فإنه يجب أن ينقص بطرق العلاج السلوكي.
فالاسترخاء هو حالة هدوء تنشأ في الفرد عقب إزالة التوتر بعد تجربة
انفعالية شديدة أي جهد جسدي شاق، فقد يكون الاسترخاء غير إداري عند الذهاب للنوم.
أو يكون إرادي عندما يتخذ المرء وضع مريح ويتصور حالات باعثة للهدوء (حسين فايد ،
2001، 57)
ولقد اجريت عدة دراسات في هذا الميدان، حيث كان العلاج جماعيا فمثلا أعتمد
"تمبلر" على نظرية العالمين في القلق الموت، يعني أن درجة قلق الموت
تحدد عن طريق عاملين:
- الصحة النفسية
بشكل عام
- تجارب الحياة
المتصلة بموضوع الموت حيث يرى أنه إذا كان القلق متقعم صحيا أوليا الحالة مرضية
أكثر كالاكتئاب، أو عصاب القلق، أو الوسواس القهري، فإن هذه الاضطرابات يجب أن
تعالج بالعلاج السلوكي، أو المواد الكيماوية استخدام المسكنات والمهدئات والعقاقير
المضادة للقلق التي تخفض نسبة القلق والتوتر (أحمد محمد عبد الخالق،1987،205)
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق